المهندسة رانيا سمير تكتب عن: «كاريزما المكان وأسرار خطوط الطاقة»

عندما أختار الجلوس في ركني المفضل من دون كل الأماكن أشعر كأنه يعرفني كما أعرفه ويرحب بوجودي ويحتضنني بشوق محب عاشق، فأتأمله بكل تفاصيله، وكأن به سحرٌ خفي أرتاح إليه من عناء يوم طويل هذا السحر الذي يأسر عين القلب بحبه دون أن تراه بالعين المجردة ومن حيث لا تدري.
بحثت كثيرا لتفسير هذا السحر الخفي الذي يميز بعض البشر كتلك الأماكن وحتى بعض الأشياء البسيطة والتي نسميها بالكاريزما!
فما سر الكاريزما؟!
وهل من الممكن نتعلم أن نجذبها نحن بداخلنا وفي بيوتنا وأماكن عملنا حتى في أماكن الترفيه والأماكن العامة أم هي شئ ليس له تفسير ولا نستطيع جذبها إلينا كما تجذبنا هي نحو من تختاره؟!
وبعد البحث كثيرا تأكدت أن هناك علوم كونية تفسر ذلك، فلكل شئ هالة (AURA) من حولها وطاقة لها مسارات ونقاط نستطيع شحنها وتفريغها ونستطيع أن نحافظ على أفضل أداء عند القدرة على الوصول إلى حالة الإتزان والطاقة المنظمة.
وقد استطاع الباحث الروسي (سيمون كيرليان) عام ١٩٣٩م تصوير تلك الهالة بكاميرا أطلق عليها إسمه (كرليان) وكان يعمل كهربائي في أحد المستشفيات، ولكن أول طبيب استخدم الهالات للأغراض الطبية كان قبل ذلك في عام ١٩١١م هو (والتر كلينر)!
وتم تصوير أوراق شجر بكاميرا (كيرليان) ووجد أن هذه الهالة تبقى موجودة في مكانها حتى وإن قطع جزء من هذه الورقة فتبقى هالة المكان المقطوع بنفس شكلها الأصلي لا تتغير!
ولكن ألوان الهالة تتغير بحسب الوعي والحالة النفسية والصحية لصاحب الصورة.
وهناك طرق لقياس ذبذبات الطاقة والألوان يعرفها الدارسون لهذه العلوم.
والأماكن كالبشر والنبات لها تلك الذبذبات الكهرومغناطيسية وطاقة الجذب الخفية (الكاريزما)!
والآن هل تستطيع أن ترى الحقيقية الخفية في المكان التي تأسر من دخله حبا أو تقبض أنفاسه (الطاقة) وتشعر بتأثيرها عليك؟
هذه الأريكة وذاك الكرسي وكل مكان حسب اتجاهات موقعه الجغرافي وتصميمه الهندسي ولمسات الفنون التشكيلية في أرجائه وتفاصيل أثاثه ومفروشاته وألوانه وخاماته وأشكاله كل ذلك يجعل له طاقته الخاصة به، وتجعل لهذا المكان (كاريزما) يتميز بها دونا عن غيره، ليس فقط الإنسان من له كارزما خاصة فإن الذبذبات المنبعثة من الجماد حسب كل ما سبق هي وسيلة التواصل بيننا، والشئ الذي لا تراه أعيننا المجرده و يصل إلينا كالاسلكي WIRELESS
ومثلما تعمل أجهزة التلفزيون والهواتف المحمولة وكما نتواصل الآن عبر شبكات الإنترنت دون أسلاك وفي أي مكان في هذا الكون، فتلك الذبذبات بكل العناصر الموجوده تكون طاقة تجعل كل شئ من حولنا يشعر بنا ونشعر به ويأثر فينا ونأثر فيه بمجرد وجودهم معنا في المكان وبشكل لا يصدق، وتأثر في كل نواحي الحياة سواء كانت حياتنا العاطفية والصحية أو المادية و العلمية أو حتى علاقاتنا الإجتماعية ورغبتنا وطموحنا وسلوك كل المحيطين ببعضهم في هذا الكون الذي خلق الله فيه كل شئ بمقدار ولا يوجد شئ خلق عشوائيا فنحن نعيش في منظومة رقمية نستطيع حساب كل ما علمنا الله فيها فالكثير مما لا تراه أعيننا هو الواقع في الحقيقة ويؤثر فينا وفي حياتنا وفي صحة أجسادنا أكثر مما نتصور.
وعن علم طاقة المكان بشكل خاص تطول الشروح، فله مدارس متعددة، ولا بد أن نراعي جوانب كثيرة حتى نصل إلى سر المكان الذي يذيب الهموم ويشفي النفوس والأبدان ويملأ حياتنا وأحوالها بركة أكثر من قصور مشيدة تزرع الفتور والنفور في ساكنيها، وفي هذا الصدد نذكر أجدادنا وهم يتكلمون عن أعتاب البيت وعن البركة التي ملأت وعمت بعض الأماكن، وبعد البحث وجدت أن كلامهم الفطري أثبتت الأبحاث صحة معظمه!!.
فالكثير في هذا العلم الشيق يتفق مع تراث الأجداد!!..
فقد اكتشف العلماء القدماء أسرار كثيرة في الطبيعة ولعلهم توارثوها منذ آلاف السنين دون علم منهم أنها علوم سخرتها الكثير من المدارس القديمة لبناء حضارات عريقة ويقال أن أقدم من استخدمها هم قدماء المصريين وبعضهم أطلق عليها (الهندسة المقدسة) و(الفنغ شوي) في الصين و(الفاستو) في الهند وغيرهم من المدارس وكل مدرسة أدخلت بين طيات أساسيات هذا العلم المتقدم مذاهبهم ومعتقداتهم الدينية الخاصة بهم لذلك يجب على من يريد تطبيق هذا العلم أن يستطيع التمييز بين العلم الحقيقي وبين ما بها من ثقافات، أرى أن بعضها يشوبها الكثير من الوثنية ولا تضيف في التطبيق إلا زيادة اليقين ونية القدرة على التأثير في وعي مستخدم المكان.
والأفضل أن يضيف الشخص معتقداته وقناعاته الدينية الخاصة بعد تحقيق أساسيات العلم في التصميم والتطبيق بالمكان لزيادة التركيز والوعي في التغيير فقط، وما يشعره بالطمأنينة حسب المكان أو لا يضيفها إذا توفر لديه قوة النية واليقين والشعور بالمكان.
ويبدو أن (فرسان الهيكل) أو (الماسونيون) وغيرهم من المنظمات السرية التي عرفت هذه العلوم الثمينة والمتطورة اعتمدوا عليها اعتمادا كبيرا خصوصا في تحديد مواقع الأبنية والمحافل السرية الخاصة بهم، فهناك (نقاط أرضية) ينبعث منها دوامات هائلة من الطاقة الكونية استثمرها القدماء بحسب نواياهم سواء في الخير أو في الشر بناء على الجهة المستخدمة لهذه العلوم، فشبكة خطوط الطاقة الأرضية لها تأثير كبير على حالة الوعي والصحة بشكل عام عند كافة الكائنات.
وقد اكتشف هذه الخطوط في العالم الغربي السير (ألفرد واتكنز) وكان ذلك اكتشافا استنتاجيا بعد بحثه عن سبب اصطفاف المواقع الأثرية في بريطانيا على خطوط مستقيمة واكتشف أن كل المواقع الأثرية في العالم تظهر هذه الخاصية الغريبة (الطاقة المنظمة) ولم يكن يفطن انه علم احتفظ به آخرون واستفادوا به منذ القدم؛ هذه الهندسة المتقدمة تعتمد على معرفة أن الكرة الأرضية مخترقة ومحاطة بشبكة من خطوط القوى أو خطوط الطاقة LET LINES
فخطوط الطاقة عبارة عن تجسيدات لقوى كونية متولدة خارج الكرة الأرضية وتخترق وتنبثق من الأرض بشكل عمودي في نقاط معينة تسمى مراكز قوة، وبعد اختراقها لسطح الأرض تصل إلى عمق ٢٦٥قدما ثم من هذه النقطة تسير بشكل عمودي متوجهة لنقطة أخرى وبشكل مستقيم، يبلغ معدل طول هذه الخطوط الطاقية ٣٢.١٩كيلو متر إلى ٤٨.٢٨ كيلومتر مع أن الطول قد يتراوح بين عدة أقدام إلى عدة آلاف من الكيلومترات كما أن عرض هذه الخطوط يتفاوت أيضا لكن المعدل هو ما بين ١٥ سنتيمتر إلى ١.٥٢متر بعد اختراق سطح الأرض ثم يسير مسافة معينة في الأعماق ويخرج هذا الخط من الجهة الأخرى من كوكب الأرض بعد أن يتخذ إنحناء عاموديا في مسيرته الأفقية فينبثق من نقطة محدده في الجهة الأخرى.
وهذه الخطوط ذاتها التي يسميها الصينيون (مسارات التنين) وتقاطع هذه المسارات تشكل دوامة صغيرة من الطاقة ويكون هذا الموقع أقوى من غيره من ناحية إشباع الطاقة الكونية به، وإذا حدث تقاطع خطوط كثيرة من هذه الخطوط تكون طاقة هائلة من الطاقة الكونية نتيجة ضخامة وكثافة الطاقة المتشكلة في هذه النقطة ولعل أقوى هذه النقاط على الإطلاق هي موقع (الكعبة) في مكة المكرمة وهذا يفسر علميا السحر الخاص الذي يأسر القلوب في هذا المكان وكم يستطيع جلي النفوس وتطهير القلوب.
وعلينا الحذر من مسارات خطوط الطاقة مع المياه الجوفية أو الشقوق الأرضية في نقاط معينة فقد ينتج التقاء زوايا هذه الطاقة عن انبعاث طاقة حلزونية سرطانية غير متزنة تتسبب في الكثير من الأمراض حتى للأشجار وفي أحد الأبحاث وجدوا أن مجموعة من الأشخاص المصابون بالسرطان يقع مضجعهم أو مكان نومهم أو الأماكن التي يجلسون فيها لفترات طويلة فوق أحد هذه النقاط مباشرة، فليست كل هذه الخطوط تبعث الطاقة الإيجابية الروحية الشافية والساحرة التي نتحدث عنها عند اختيار موقع المكان.
هذه الخطوط هي البداية، وعند التخطيط العمراني وبناء المكان خارجيا وداخليا بتفاصيله الهندسية والفنية حسابات أخرى..
… وللحديث بقية …
3 تعليقات