مساحة للاختلاف

الدكتورة هيام عزمي النجار تكشف: من الذي يأخذ قرارات حياتنا؟ هل القلب أم العقل؟

عندما نُفكر بهذا الأمرً نجد أن هناك ما يسمى بالعقل التحليلي وهو المسئول عن إدراكك للأمر وتحليلك ومقارنة المعلومات الحالية بما هو موجود بمخازن الذاكرة ثم إعطاء القرار الصائب الواجب اتخاذه، أما العقل العاطفي فهو المسئول عن البقاء والطاقة والأحاسيس ومبدأ الهجوم أو الهروب، أي أنه لو حدث لك موقف سلبي هز كيانك كله، وبدأت تفكر فيه بالعاطفة سوف يكون رد فعلك قوي جداً وذلك للحفاظ على بقائك فتشتعل طاقتك وأحاسيسك ويظهر ذلك على ملامح وجهك وأعضاء جسدك فإما أن تهجم وإما أن تهرب ووتتفادى الموقف والشخص، وفي كل الحالات تحدث لك الخسارة من قطع العلاقات مع الآخرين لأنك هاجمت أو تفاديت التعامل معهم – وهذا ما يقوله العلم.

وأما عما يقوله الدين، فقد اكتشف العلماء منذ سنوات أن القلب يُفكر ويعقل ويحوي مراكز عصبية تقوم بتخزين المعلومات، هذا الإكتشاف أشار إليه القرآن الكريم منذ مئات السنين، وكما في قوله تعال (لهم قلوب يعقلون بها)، فسبحانك ربي ولا إله إلا أنت، وذلك دائماً ما يحدث ونكتشفه في أمر يُحيرنا ونُفكر به كثيراً ولا نعرف أن نأخذ فيه القرار، فمثلاً في موضوع الزواج والإرتباط  فنقول علينا بصلاة الاستخارة أي أننا نرجع الى الله في هذا الأمر المصيري هل فيه خير لنا أم فيه شر لنا؟ وأحياناً يسألك الآخرين عن أمر فتقول لهم بعد إعطائك النصيحة اللازمة إستفتي قلبك – أي القلب ثم القلب ثم القلب فما يوجد ويسيطر على القلب ويكون روحاني يكون الفكر والإحساس والسلوك روحاني، ويصبح حينئذ العبد رباني.

لا بد من الأخذ في الإعتبار أنه مهما توصل العلماء من علوم تُفيد البشرية فهناك علم جامع شامل لكل العلوم وهو القرآن الكريم، فالذي يعرف المعاني الدينية بصدق يعرف كل شيئ عن الحياة، ومن هنا نخلص القول أن هناك حلقة وصل كبيرة بين الدين والعلم، أي أن العلم مقتبس من الدين، وإذا توصل العلماء إلى أي شيئ لابد أن يكون له أصلاً دينياَ، وإذا وجد أي إختلاف بين العلم والدين، نُرجع الأساس اولاً إلى الدين لأنه هو المصدر الأساسي، أي أننا نستطيع القول في هذه الحالة بأن العلم أثبت أن الذي يأخذ قراراً بالعقل العاطفي فهو خاطئ بينما أثبت القرآن الكريم من قديم الأزل أهمية القلب وما له من تأثير على الفكر والإحساس والسلوك والنتائج، وأحياناً تجد إنسان لا تعرفه من قبل ولكنك ترتاح إليه من أول مرة تراه والعكس تماماً، وتسأل نفسك لماذا الراحة أو عدم الراحة؟ فتجد الإجابة ترجع إلى إلى أن كل منا لديه نعمة الإحساس العالي والقدرة على التخيل بالإضافة إلى فكر الإنسان مع ملاحظة أن كل فكرة لها طاقة، ولاحظ أنك عندما ترتاح لشخص ما في مقابلته لأول مرة تأكد أن طاقته جميلة وسوف تستمرالعلاقة بينكم وهنا إثبات واقعي لما تحدث عنه الدين وهو أن القلب له عقل يُفكر وهو المُسيطر على الإحساس والسلوك والنتائج، رجاءً أيها الإنسان إستفتي قلبك فيما تُفكر فيه ، وركز على النوايا الحسنة، ولا تنسى أن قراراتك اليوم هي السبب فيما سوف تصبح عليه بالمستقبل من نتائج، كما كانت قراراتك بالأمس هي السبب في وجودك على حالتك اليوم، فبماذا تُفكر؟ وإلى أين أنت ذاهب؟

 

بقلم د. هيام عزمي النجار

خبيرة التنمية البشرية

مدربة قوة الطاقة البشرية

ممارس برمجة لغوية عصبية

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

يسعدنا مشاركاتك

زر الذهاب إلى الأعلى
« Browse the site in your preferred language »