الدكتورة هيام عزمي النجار تكتب: لماذا نتوتر في أمور حياتنا؟

لنتعرف أولا على معنى التوتر، وما هي مصادره؟ وما هي أنواعه؟
التوتر: هو مجموعة من الضغوط اليومية المُتراكمة التي لم يُلاحظها الشخص حتى أصبح من الصعب التحكم فيها.
والتوتر يأتي من أكثر من مصدر كالآتي:
– الإدراك
إدراكك يؤثر على تفكيرك الذي يؤثر على تركيزك وإنتباهك الذي يؤثر بدوره على أحاسيسك وسلوكك ومن ثم نتائجك وواقع حياتك، والإدراك معناه إعطاء أكثر من معنى عن الأشياء وهو يختص بما في داخل الشخص من ملفات عقلية مُخزنة بالذاكرة وبرمجة سابقة، قد تكون سلبية وتعمل ضدك أو تكون إيجابية وتعمل لصالحك، وذلك على حسب إدراك الشخص وملاحظته للأشياء، لذلك علينا أن نقوم بتوسيع إدراكنا عن طريق القراءة في شتى المجالات وسماع الأشرطة السمعية، ومشاهدة الفيديوهات التعليمية، حتى يتكون لدينا معرفة ووعي وإدراك حتى نُعطي الأشياء والأشخاص معانيها الصحيحة، ولابد من المرونة في الأسلوب وطريقة التعامل، فلو كان إدراكنا سلبي للأمور لكان ذلك سبباً في حدوث التوتر، ولو كان إدراكنا للأمور إيجابي سوف نحس ونشعر بالراحة والطمأنينة.
– الذاكرة
ويوجد بها الملفات العقلية المُخزنة في الذاكرة والبرمجة السابقة، فلو كان لدينا إدراك سلبي كانت البرمجة سلبية، ولوكان لدينا إدراك إيجابي لإستطعنا تحويل البرمجة السابقة من سلبية إلى إيجابية وهذا كله يخدم أهدافنا.
– التخيل
الفص اليمين من المخ وهو المسئول عن عملية التخيل والإبتكار، وهذا أيضاً يعتمد على إذا كان إدراكنا سلبي سوف يكون التخيل سلبي، ولو كان إدراكنا إيجابي سوف يكون التخيل إيجابي، وذلك كله يتوقف عليك أنت أيها الإنسان، وماذا تفعل بقوانين عقلك الباطن؟ هل تستخدمها لصالحك أم تستخدمها لتكون ضدك؟ فهي في كل الحالات تُنفذ أوامرك التي تُعطيها لها.
أنواع التوتر:
– التوتر الذهني: وهو عبارة عن شرود الذهن ويكون ناتج من التفكير السلبي أو التحدث السلبي مع الذات، أي بتتكلم مع نفسك إزاي وبتقولها إيه؟ تُحبطها أم تُدعمها؟
– التوتر العاطفي: وهو إشتعال العقل العاطفي سواء كان مشاعر إيجابية أو سلبية.
– التوتر الجسماني: وهو عبارة عن حركات بطريقة سريعة جداً ومتتالية بالجسم تظهر إما باليد أو الأرجل.
– التوتر السلوكي: وهو عبارة عن الطعام الزيادة أو النوم الزيادة، والعصبية الزائدة عن الحد.
أيها الإنسان عندما تأتيك لحظة وتشعر بالتوتر فيها، راجع نفسك وقيمها وتوقف قليلاً، واسأل نفسك ما هو سبب توترك ومن أي حالة أنت فيها متوتر؟ وكيف تُعالجها لتحويل الفكر والإحساس والسلوك والنتائج السلبية إلى فكر وإحساس وسلوك ونتائج إيجابية تكون لصالحك وليس ضدك، وتذكر أن التوتر جاء ليُعلمك شيئ جديد لتأخذ حذرك منه، وأيضاً معالجة لشيئ ما لم تُلاحظه من قبل.
بقلم د. هيام عزمي النجار
خبيرة التنمية البشرية
مدربة قوة الطاقة البشرية
ممارس برمجة لغوية عصبية