مساحة للاختلاف

حمدي الكنيسي يكتب: قالها لهم عبدالرحمن «الأول» وعبدالرحمن «الثاني»!

ما حققه جيشنا العظيم بقيادة «السيسي» من احتضان ومساندة للشعب في 30 يونيه و3 يوليو يستحق ترحيب وتأييد أي صوت عاقل شاهد كيف أنه تم انقاذ مصر من حرب أهلية كانت «الجماعة» قد خططت لتفجيرها.

في حوار تليفوني معه أثناء مرضه الأخير، قال لي المبدع الكبير «عبدالرحمن الأبنودي» انه إن كان يندم في حياته علي شيء، فهو ندمه علي ما كتبه شعرا ونثرا في مدح «علاء عبدالفتاح» والدفاع عنه وهو يمثل أمام القضاء، ذلك لأنه صدم الجميع بما أطلقه من اهانات وبذاءات تسيء لبلدنا ولمن انقذه في 30 يونيو، و3 يوليو من الحكم الفاشي، وقبل ان أستاذن شاعرنا الكبير في نشر واذاعة ما قاله لي، أخبرني بأنه سيذكر ذلك كله وغيره كثير في مقال أو حوار كبير يراه مهما وهو يشعر بقرب رحيله، لتكون كلمته أو وصيته الأخيرة للثوار الصغار الذين أحزنه انهم هاجموه وقالوا له: كيف من كان معنا في خندقنا الثوري وأشعل حماسنا باشعاره وأناشيده.. يتركنا الآن الي خندق آخر؟!

وقال عبدالرحمن الأبنودي في ذلك الحوار الذي نشر فعلا بعد رحيله: لقد تصور أولئك الثوار الصغار ـ عمرا ـ أنني غيرت موقفي الثوري، عندما تيقنت بخبرتي وثقافتي ان ما حققه جيشنا العظيم بقيادة «السيسي» من احتضان ومساندة للشعب في 30 يونيه و3 يوليو يستحق ترحيب وتأييد أي صوت عاقل شاهد كيف أنه تم انقاذ مصر من حرب أهلية كانت «الجماعة» قد خططت لتفجيرها حتي لو سقطت الدولة وخضعت للمخطط الامريكي الأسود. وكان من الطبيعي ان أعتنق الموقف الثوري الحقيقي واكون مع الشعب والجيش في خندق واحد لقد اخترت الطريق الصحيح وأنا رجل علي باب الموت فماذا كنت أنتظر.. وبماذا ستفيدني السلطة؟!.. واضاف الابنودي قائلا: للأسف تصور أولئك السذج الطيبون انني تركت خندقهم ولم يدركوا أن «دولة 30 يونيو» هي نفسها خندق الثورة الحقيقي الذي ابتعدوا هم عنه متأثرين بكهنتهم وقادتهم الذين لعبوا في أدمغتهم وأقنعوهم بأن ثورة يونيو لاتعترف بثورة يناير التي تم كشف تورط بعض قادتها في التعامل مع قوي أجنبية.

هكذا قالها شاعرنا الكبير قبل رحيله بأيام قليلة.. ولو انه كان مازال معنا، لقال شعرا أو نثرا: ما رأيكم أيها الشباب الرافض وقد تأكد فشل وعجز «الجماعة» التي وضعتم أنفسكم معها في خندق العناد والمكابرة والعنف الدموي؟! لقد تحدثت تلك الجماعة الموجودة باسمكم عندما قالت إنكم معها في التأهب لضرب ذكري ثورة يونيو والانتقام من العسكر في 3 يوليو وقد جاءت المناسبتان لتشهد كل منهما مزيدا من كراهية الشعب لها ولمن وقفوا معها رغم انهم كانوا قد شاركوا في الثورة ضدها!! كما زاد التفاف الشعب حول ثورة يونيو التي جددت ثورة يناير. وتضاعف اعتزاز الشعب بجيشه ورجاله.

وقالها «عبدالرحمن» الثاني!!

أما عبدالرحمن الثاني (أو الآخر) الذي يخاطب تلك الفئة من الشباب، فهو «عبدالرحمن محمد المتولي» الشاب المصري ابن الاعوام الثلاثة والعشرين، وابن عزبة «الشال» بالمنصورة وهو يتجه بخطابه لهم من «العالم الآخر» الذي انتقل اليه باستشهاده في «1» يوليو ولعله يقول الآن لهم: هل علمتم بما حدث في رفح والشيخ زويد؟ هل شاهدتم إعلام داعش والقاعدة السوداء في ايدي الإرهابيين الذين اتفقوا مع الجماعة إياها علي ضرب الثورة والانتقام من العسكر وإعلان «الشيخ زويد» ولاية إسلامية؟! هل شاهدتم أولئك الإرهابيين عندما تصدينا لهم وقد تناثرت جثثهم وتمزقت أعلامهم بضرباتنا القاصمة لهم؟.. ثم هل علمتم ـ ياإخوتي انني تلقيت رصاصة غادرة في جنبي وحاول الضابط «قائدي» اخلائي للعلاج، لكنني رفضت وواصلت التصدي لهم ببندقيتي وقتلت منهم اثني عشر إرهابيا، ولم أتوقف إلا عندما اصابتني رصاصة في رأسي وسقطت شهيدا وأنا صائم وسعيد بضربنا لهم؟! اذا كنتم قد علمتم.. وشاهدتم فماذا أنتم فاعلون؟ هل تستمرون في تعاونكم مع «أهل الشر» ان دماءنا لم تذهب هدرا وان اهلنا سينطلقون في مواكب الفرح والسعادة بافتتاح قناة السويس الجديدة وانطلاق المشروعات الكبري مهما خطط الخونة لإفساد هذه الفرحة وتعويق مسيرة شعبنا العظيم نحو المستقبل الباهر.

***************

حمدي الكنيسي (19 مارس 1941 – 27 أغسطس 2021)

إعلامي وكاتب مصري، وصاحب فكرة تأسيس نقابة للإعلاميين المصريين، ولد بقرية شبرا النملة مركز طنطا محافظة الغربية، كان رئيسا للإذاعة المصرية في الفترة من 10 يناير 1997 وحتى 18 مارس 2001.

حصل على ليسانس الآداب قسم اللغة الإنجليزية جامعة القاهرة عام 1961 وأتم دراسته في الترجمة الفورية بالجامعة الأمريكية عام 1966. وقد عرف عن الكنيسي حلمه بإنشاء نقابة تحافظ على شرف مهنة الإعلام، كما عرف بكونه أحد أشهر مراسلي مصر الحربيين للإذاعة أثناء حرب أكتوبر 1973 وقد رفض تكريم وزير الإعلام جمال العطيفي في 1976 لدورة كمراسل حربي، مناشدا إياه بتحويل التكريم لنقابة إعلاميين وللأسف ترك الوزارة قبل أن يفي بوعده.

بدأ حياته العملية مدرسا للغة الإنجليزية بالتعليم الثانوي. عين مذيعا (قارئ نشرة) بالبرنامج العام في عام 1963. شارك في إنشاء مراقبة البرامج الثقافية والخاصة عام 1966. انتقل لإذاعة صوت العرب (مراقبا للبرامج الثقافية)عام 1971. مديرا عاما لإذاعة الشباب والرياضة عام 1988. رئيسا لشبكة صوت العرب بدرجة وكيل وزارة عام 1992. رئيسا لمجلس إدارة مجلة الإذاعة والتلفزيون من فبراير 1988 وحتى عام 2001 بجانب منصبه. خبيرا دوليا في الإعلام لدى اليونسكو من عام 1975 وحتى عام 1977. مستشارا إعلاميا لمصر في لندن ونيودلهي من عام 1980 وحتى عام 1984. رئيس تحرير أول مسموعة أصدرتها شركة صوت القاهرة للصوتيات والمرئيات في ديسمبر 1995. أمينا عاما لمهرجان الإذاعة والتلفزيون في جميع دوراته. أمينا عاما لمهرجان الأغنية العربية السادس. عضوا في اللجنة العليا للمهرجان الدولى للأغنية ورئيسا للجنة الإعلامية للمهرجان.

قدم العديد من البرامج الإذاعية، منها: قصاقيص، المجلة الثقافية، صوت المعركة، يوميات مراسل حربي، تليفون وميكروفون و200 مليون.

كان عضو مجلس إدارة كتاب مصر ورئيس اللجنة الثقافية. كاتب قصص وعسكري وسياسي وله العديد من المؤلفات منها الحرب طريق السلام، عاشر العشرة، يوميات مذيع في جبهة القتال، وغيرها.

كما كان عضو مجلس الشعب عام 2000. عضو المجالس القومية المتخصصة. عضو مجلس إدارة النادي الأهلي ورئيس اللجنة الإعلامية والثقافية لعدة دورات. سكرتير عام أندية الإعلاميين.

حصل على العديد من الجوائز والأوسمة، منها: درع التفوق تقديرا لتطوعه كمراسل حربي للإذاعة أثناء حرب أكتوبر. وسام الجمهورية من الرئيس السابق/ محمد حسنى مبارك تقديرا لأدائه كمستشار إعلامي لمصر في لندن ونيودلهي عام 1982. جائزة التفوق في الأداء من السيد/رئيس الوزراء عام 1985 نال كتابه الحرب طريق السلام. جائزة أفضل كتاب لعام 1997 في الدراسات الإستراتيجية فضلا عن العديد من جوائز التميز الإعلامي على مدى سنوات متتالية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

يسعدنا مشاركاتك

زر الذهاب إلى الأعلى
« Browse the site in your preferred language »