مساحة للاختلاف

الدكتور زاهي حواس يكتب: أميرة القلوب.. عاشقة الأهرامات!

أميرة القلوب قبل زيارتها التاريخية لمصر ذهبت للمتحف البريطاني لكي تحصل علي دروس خصوصية قبل أن تحضر للزيارة وقد انبهرت بأبوالهول والأهرامات الثلاثة الذي اعتبرتهم أروع وأجمل منظر في الوجود.

عندما جاءت الأميرة الراحلة ديانا، الملقبة بأميرة القلوب، لزيارة منطقة آثار الهرم، كان أول طلب لها أن تشاهد أولاً الأهرامات من منطقة البانوراما، وهي المكان الذي تري منه الأهرامات الثلاثة في أروع وأجمل منظر في الوجود.. وكانت زيارة ديانا لمصر تاريخية، انتظرها مئات الصحفيين ومندوبي وكالات الأنباء من كل مكان بالعالم، والسبب أن الأميرة ديانا ملكت القلوب بابتسامتها الصافية، وتعاطفت معها النساء قبل الرجال وكرهوا هذا الرجل تشارلز الذي لم يعرف قيمة الملاك الذي تزوجه.

وعندما وقفت أمامها نتحدث عن عظمة مصر وحضارتها القديمة وجدت أنها تعرف الكثير عن الحضارة المصرية، وعندما سألتها عن السبب؟ قالت أنها كانت تذهب للمتحف البريطاني لكي تحصل علي دروس خصوصية قبل أن تحضر لزيارة مصر.. وقد سألتني عن كشف مقابر بناة الأهرام، وقالت أنها قرأت عنها، وقد حدثها عالم الآثار الإنجليزي ڤيڤان ديڤيز – أمين قسم المصريات بالمتحف البريطاني عن هذا الكشف، وسألتني أسئلة كثيرة عن طول المصريين؟ وهل كانوا بشرا عاديا مثلنا؟ وقلت لها أن طول “توت عنخ آمون” كان خمسة أقدام، وستة بوصات، أي مثل أي شاب في إنجلترا أو مصر! وقلت لها أنهم كانوا مثلنا تماماً، وبنوا حضارة لأنهم قدروا قيمة العمل والعلم والتحضر.. وسألتني عن تمثال أبو الهول؟ وقلت لها قبل أن أجيب علي أسئلتك تعالي بنا إلي أبو الهول.. وكنا نضع السقالات علي مخالب أبو الهول، لأن أعمال الترميم كانت جارية في ذلك الوقت بعد أن سقط حجر من كتف أبو الهول الأيمن.. وعندما وصلنا إلي أبو الهول، ظلت الأميرة تنظر إلي التمثال بإنبهار وإعجاب، وفجأة قالت: «هل توجد سراديب سرية أسفل أبو الهول؟» وشرحت لها عن السراديب التي كُشفت من قبل، وذهبنا لنري السرداب الأول الذي يقع خلف لوحة الحلم، وبعد ذلك إلي السراديب الموجودة خلف التمثال.. وقلت لها أن أبو الهول صخرة استطاع النحات المصري القديم العبقري أن يحولها إلي تمثال بوجه ملك إنساني، وجسم أسد ليدل علي قوة الملك الخارقة، لكي يرهب أعداء مصر..

كانت رغبة الأميرة الثانية هي أن تزور مقابر العمال بناة الأهرام، ولكن الأمن رفض أن تذهب أميرة القلوب لزيارة أهم وأعظم كشف في الدنيا خوفاً علي حياتها، حيث الصحراء مفتوحة والطريق بين المقابر وعر ومليء بأبيار الدفن..

وقد تركت هذه الزيارة أثرا كبيرا في قلبي وجعلتني أحد محبي هذه الأميرة المتواضعة الجميلة، والتي تأسر القلوب بابتسامتها الساحرة.. وعندما جاء سفير إنجلترا ليقابلني ليقول أن الأمير تشارلز يريد أن يزور الهرم وأبو الهول ليلاً، لأنه يريد أن يشاهد سكون الهرم دون ضجيج. ولم أكن مرحباً بهذه الزيارة لاعتقادي أن الأمير لم يعامل ديانا المعاملة الطيبة، ولكن عندما جاء إلي أبو الهول، ودخلنا معا إلي حرم أبو الهول، ثم دخلنا إلي هرم الملك “خوفو”، وسمعت من الأمير حكايات وقصص عن الفراعنة وعن الدين الإسلامي لم أسمعها من زائر من قبل؟! وجعلتني هذه الزيارة احترم الرجل كثيراً، فقد كان مختلفاً تماماً عن صورة الإعلام.. ذو ثقافة عالية وخلق وتواضع.. فعلاً تربية أمراء.

***************

الدكتور زاهي حواس (مواليد 28 مايو 1947 – أطال الله في عمره)

عالم آثار مصري، وعالم مصريات، ووزير دولة سابق لشؤون الآثار. كما عمل في المواقع الأثرية في دلتا النيل، والصحراء الغربية، ووادي النيل.

ولد حواس في قرية العبيدية، بمحافظة دمياط. على الرغم من أنه كان يحلم في الأصل بأن يصبح محامياً، حصل على درجة البكالوريوس في الآداب في الآثار اليونانية والرومانية من جامعة الإسكندرية بمحافظة الإسكندرية في عام 1967م. في عام 1979م، حصل حواس على دبلوم في علم المصريات من جامعة القاهرة. عَمّل زاهي حواس في الأهرامات العظيمة كمفتش— وهو مزيج من المدير وعالم الآثار. عندما كان يبلغ من العمر 33 عامًا، حصل حواس على زمالة فولبرايت لحضور جامعة بنسيلفانيا في فيلادلفيا لدراسة علم المصريات، وحصل على درجة الماجستير في الآداب في علم المصريات والآثار السورية الفلسطينية في عام 1983م وعلى درجة الدكتوراه في علم المصريات في عام 1987م من مجموعة الدراسات العليا في الفن والآثار في عالم البحر الأبيض المتوسط أو (AAMW).

بعد عام 1988م، درس حواس علم الآثار، والتاريخ، والثقافة المصرية في الجامعة الأمريكية بالقاهرة، وجامعة كاليفورنيا (لوس أنجلوس). وقد ركّز حواس جهوده في محاولة للمساعدة في إنشاء برنامج منهجي للحفاظ على المعالم التاريخية واستعادتها، أثناء تدريب المصريين على تحسين خبراتهم في أساليب التنقيب، والإسترجاع، والحفظ.

تم تعيين حواس في منصب كبير مفتشي هضبة الجيزة، لكنه ترك المنصب في عام 1993م، بعدها أعيد حواس إلى منصب كبير المفتشين في أوائل عام 1994م. في عام 1998م، عين حواس مديراً لهضبة الجيزة، وفي عام 2002 كأمين عام للمجلس الأعلى المصري للآثار.

زاهي حواس مشهور بالكثير من الإكتشافات الحديثة، بما في ذلك مقابر بناة الهرم في الجيزة ووادي المومياوات الذهبية في الواحات البحرية. في الجيزة، كشف الهرم الساتلي من خوفو. في عام 2005، كجزء من مشروع المومياء المصرية الذي ترعاه الجمعية الجغرافية الوطنية لمعرفة المزيد عن أنماط المرض والصحة والوفيات في مصر القديمة، قاد فريقًا قام بتصوير مقطعي لفحص مومياء الملك توت عنخ آمون. يواصل فريقه تصوير المومياوات بالأشعة المقطعية، الملكية منها والخاصة، ويأمل في حل بعض الألغاز المحيطة بحياة ووفيات شخصيات مهمة مثل حتشبسوت ونفرتيتي.

كتب حواس وشارك في كتابة العديد من الكتب المتعلقة بعلم المصريات، بما في ذلك: لعنة الفراعنة، مغامراتي مع المومياوات، والملك توت عنخ آمون، كنوز من القبر، ونشر هذا الأخير ليتزامن مع معرض كبير في المملكة المتحدة. كما كتب عن توت عنخ آمون لمجلة “مصر القديمة” التي تصدر مرتين في الشهر.

وله إصدارات أخرى من بينها: «أبو سمبل: معابد الشمس المشرقة»، 2001. «أشغال النجارة في مصر القديمة: نجارة العمارة»، 2007. «الأسقف ومناظرها الدينية عبر العصور»، 2011. «الإسكندرية عبر العصور: أبو مين، مريوط»، 2009. «الجمالية وآثارها في عيون أطفالنا»، 2004. «العملات في مصر القديمة عبر العصور: مجموعة منتقاة من المتحف المصري بالقاهرة»، 2010. «المتحف القبطي: مرايا التاريخ. عبق العراقة» 2006. «الملك الذهبي: عالم توت عنخ آمون»، 2007. «المناظر المصورة على تماثيل الأفراد حتى نهاية الأسرة الخامسة والعشرين»، 2009. «النشرات العلمية: إدارة التوثيق والبحث العلمي»، 2004. «حراس الحضارة»، 2008. «حضارة مصر القديمة: منذ اقدم العصور حتى نهاية عصور الأسرات الوطنية»، 2004. «معجزة الهرم الأكبر»، 2004.

في يونيو 2007، أعلن حواس أنه وفريق من الخبراء قد حددوا مومياء حتشبسوت، في KV60، وهو قبر صغير في وادي الملوك. تم وصف إفتتاح القبر المختوم في عام 2006 بأنه “واحد من أهم الأحداث في وادي الملوك لما يقرب من مائة عام!”.

قاد حواس حركة لإرجاع العديد من القطع الأثرية المصرية القديمة الفريدة، مثل حجر رشيد، تمثال نفرتيتي، لوحة سقف دنديرا زودياك من معبد دندرة، تمثال أنخف (مهندس هرم خفرع). ووجوه مقبرة أمنحتب الثالث في متحف اللوفر ومسلة معبد الأقصر في ساحة الكونكورد وتمثال هيميونو ابن شقيق الفرعون خوفو الذي بنى أكبر هرم إلى مصر من مجموعات في مختلف البلدان الأخرى.

حصل حواس على العديد من التكريمات والجوائز، من بينها:

المملكة العربية السعودية تكرم عالم المصريات المصري زاهي حواس لتفانيه في علم الآثار.

حصل حواس على جائزة الدولة المصرية من الدرجة الأولى لعمله في مشروع ترميم سفنكس. في عام 2002، حصل على الجائزة الذهبية للأكاديمية الأمريكية للإنجازات والمسلة الزجاجية من علماء الولايات المتحدة لجهوده في حماية وحفظ الآثار المصرية القديمة. في عام 2003، حصل هواس على عضوية دولية في الأكاديمية الروسية للعلوم الطبيعية (RANS)، وفي عام 2006، تم اختياره كواحد من أكثر 100 شخصية مؤثرة في العالم من قبل مجلة التايم.

أطلق حواس إسمه على مجموعة من الملابس الرجالية التي وصفتها صحيفة نيويورك تايمز بأنها “خط متين من القمصان الكاكيية والقمصان الدينيم والسترات الواقية من الرصاص المصممة بعناية، وفقاً لنسخة الكتالوج، للإيقاع “بالعودة إلى الذهب المصري في أوائل القرن العشرين” تم بيع الملابس لأول مرة في متجر هارودز متعدد الأقسام في لندن في أبريل 2011.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

يسعدنا مشاركاتك

زر الذهاب إلى الأعلى
« Browse the site in your preferred language »